خطبة مكتوبة: بعنوان حق الزوجة على الزوج... بقلم: ابي عبدالله فهمي البوري
خطبة
جمعة
حق
الزوجة على الزوج
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له,
واشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, واشهد آن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا
وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق
منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن
الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا .
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
فان خير الحديث كتاب الله, و خير الهدي هدي محمد صلى
الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة
في النار)) .
وبعد :
أن الله حين خلق الإنسان خلق له من جنسه ما يكون سكنا له وراحة قال تعالى: {وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ}الروم:(21) , والمودة وهي المحبة الباعثة إلى القرب والشوق ,والرحمة الجالبة للمنفعة
الدافعة للضر. فبذلك تستقر مملكة الزوجية, وترسوا قواعدها فتبقى متماسكة مستمرة
وإن عصفت به رياح الحياة فإنما تزيدها قوة إلى قوتها.
وإن من أركان هذا الصرح العظيم لهي الزوجة, التي وصى النبي عليه الصلاة
والسلام من الاعتناء بها فقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله
عنه: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)مسلم1468, فامتثالا لهذه الوصية من نبينا صلى الله عليه وسلم
فإننا نقف وقفات نذكر فيها بعضا من الحقوق التي تكون للزوجة من قبل الزوج ومنها:
حسن الخلق: الأمر الذي امتدح الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: { وَإِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}القلم(4)
فمهما كان الرجل مرموقا غنيا أو صاحب جاه ومنصب أو طلعة بهية أو شهادات
علية, ولكنه صاحب خلق ضيق وعشرة سيئة, يكثر السب واللعن والطعن والكلام البذيء
والكلام الفاحش, فإن الزوجة تبغضه وتحتقره. عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ
لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي، وَإِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ)الترمذي3895صححه الألباني, وقال في خطبة الوداع منوها إلى هذا الأمر ولم يغفل عنه
ذلك ليدلك على أهميته (فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ
أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ
اللهِ) رواه مسلم
من حديث جابر بن عبد الله(1218), ومن مظاهر هذه العشر وصورها:
·
إلقاء السلام على الأهل, فإن الرجل إذا دخل على أهله فينبغي عليه أن يلقي
السلام لما في ذلك من داعي المحبة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى
تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى
شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ»مسلم54 ,وبركة عليك وعلى أهل بيتك قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً
فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيِّبَةً}النور)61).
·
بشاشة اللقاء وطلاقة الوجه وطيب الحديث, وإن من أحق الناس بهذا الخلق هم
الأهل فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ)الترمذي1956صححه الألباني , عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا،
وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»مسلم2626, وبعض
الأزواج إذا دخل على أهله قطب وجهه, وعبس فيهم ولا حول ولا قوة إلا بالله . عَنْ
عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ» ثُمَّ
أَعْرَضَ وَأَشَاحَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ
قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ،
فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»البخاري6023مسلم1016. والمرأة بطبيعة خلقته تحب الثناء والكلام الطيب ,فلا
بأس أن تثني على لبسها أو طبخها فإن لذلك أثر عجيب ,والزوج الصالح هو الذي يتعامل
مع المرأة كما قال القائل:
إن النساء رياحين خلقن لنا**** وكلنا يشتهي شم الرياحين
وأما الوجه الآخر الذي لا يعرف إلا السب والشتم فحاله معها كما قال الآخر:
إن النساء شياطين خلقن لنا**** نعوذ بالله من شر
الشياطين
التعاون على طاعة الله: وهي الغاية من خلق الناس قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}
الذاريات:(56), فليس المقصود من بناء
الأسرة هو الأكل والشرب والاستمتاع, فهذا الجانب البهيمي, قال تعالى: {أُولئِكَ
كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ}الأعراف(179), أما الجانب البشري الحي {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ
أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا
عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}الحج(41), وقال تعالى:
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} طه:(132), عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى،
وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ، نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ
اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا،
فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ»سنن أبي دؤود1308حسنه الألباني , وهكذا ينبغي للزوج أن يجعل له مع أهله عملا ينتفعون به من قراءة قرآن أو
حفظ آية أو حديث, أو الاستماع إلى موعظة, فإن في ذلك من النفع والخير الكثير.
التزين والتطيب: والظهور بالصورة الجميلة الحسنة عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»
قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ
حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ
الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ»مسلم91, يقول تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ}الأعراف(31), وهذا الأمر حق من حقوقها قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ
الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}البقرة)228), وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما أحب
أن تتزين لي امرأتي), وأطيب الطيب الماء ثم يضع على جسده من طيبه وهو العطر, فأن
النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطيب الخلق عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: «مَا مَسِسْتُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلاَ شَمِمْتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا
قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ»البخاري 3561 مسلم 2330, ومع ذلك كان يكثر صلوات الله عليه وسلامه من الطيب فعَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ
إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي
الصَّلَاةِ»النسائي 3939قال الألباني
حسن صحيح.
حفظ الفراش: فإن من عظيم الأمانة أن يحفظ الزوج ما يكون في الفراش بينه وبين أهله, فإن
المفشي لهذه الأسرار من شر خلق الله فعن أبي سعيد قال: قال صلى الله عليه وسلم:
(إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته والمرأة تفضي
إلى زوجها، ثم يفشي أحدهما سر صاحبه)أبو دوود ,وربما يعد
بعضهم أن هذا الأمر هو نوع من الرجولة فيقول :فعلت كذا وكذا, وهذا من الخيانة قال
تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}الأنفال)27) , والذي ينبغي أن تربى عليه البيوت حفظ الأسرار, ولا
سيما جانب النساء, فالواجب عليهن حفظ البيوت, فإن الخبر إذا خرج عن دائرة البيت
فقد فقدت السيطرة عليه وصار في متناول الجميع والكل يعبث ,فحذار حذار.
إكرام أهل الزوجة: وهذا من حقوق الزوجة على زوجها مراعاة الأصهار
والمبالغة في إكرامهم قال تعالى في سياق ذكر النعم: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ
الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}الفرقان(54), وفيه من عظيم التعارف والتقارب من حبل المصاهرة, فإذا اجتمع إليه الإكرام
كان أشد وأوثق قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات(13) , وإن المرأة إذا وجدت من زوجها إكراما لأهلها, فإنها تبالغ في إكرام أهله
وهذا الذي يتمناه الرجل من زوجته أن تبالغ في إكرام أهله, وإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يبالغ في إكرام صواحب زوجته خديجة رضي الله عنها بعد موتها فعَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا
رَأَيْتُهَا، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ
ذِكْرَهَا، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً، ثُمَّ
يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ: كَأَنَّهُ لَمْ
يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ، فَيَقُولُ «إِنَّهَا كَانَتْ،
وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ»البخاري 3818, ومن ذلك أن
يبذل لهم العون حال الحاجة إلى ذلك, وأن يعينهم بالمال إن كانوا فقراء ووسع الله
عليه, وأن يحسن ضيافتهم, وأن يذكرهم عند زوجته بجميل الذكر ويزورهم ويعودهم
ويدعوهم, فإن ذلك من جميل العشرة.
المعاونة في تربية الأبناء: فمن الخلل العظيم أن يلقي الأب حمل التربية على كاهل
المرأة وحدها ويظن أن دوره فقط هو توفير المأكل والمشرب وإن كان هذا من واجباته,
إلا أن التربية هي من أعظم الواجبات قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}التحريم:(6), وقال تعالى: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا
نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}طه(132) أي لا نسئلك أن ترزق نفسك وإياهم، وتشتغل عن الصلاة بسبب الرزق، بل نحن
نتكفل برزقك وإياهم, وقَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي
حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ
وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»مسلم (142) ومن التربية الإنفاق بلا إسراف ولا تقتير، وبلا إفراط أو تفريط من آكد
حقوق الزوجة على زوجها، يقول الله سبحانه وتعالى: (لينفق) واللام هنا لام الأمر
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} ، يعني: من
ضيق عليه رزقه {فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً
إِلَّا مَا آتَاهَا }الطلاق(7) ، هذه رحمة الله سبحانه، الله لا يكلفك أن تنفق إلا في
حدود قدراتك، لكن ليس معنى ذلك أن تبخل على امرأتك أو على أولادك، والنبي صلى الله
عليه وسلم يبشرنا معاشر الأزواج بأن النفقة على الزوجة مع أنها واجب على الزوج لو
احتسبها فهي له عند الله صدقة.
بشرى عظيمة نفقتي على زوجتي واجب علي، ومع ذلك لو احتسبت
هذه النفقة وصححت النية فأنا مأجور عليها من عند الله جل وعلا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في من حديث أبي مسعود
البدري رضي الله عنه: (إذا أنفق الرجل نفقة على أهله يحتسبها فهي له عند الله
صدقة)البخاري(5351) .
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي
سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ
عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا
الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ»مسلم(995).
ملاحظة: مستفاد من سلسلة إيمانيات /المكتبة الشاملة
جزاك الله خير
ردحذف