خطبة مكتوبة: بعنوان قصة جريج العابد ....بقلم: ابي عبدالله فهمي البوري
خطبة جمعة
قصة جريج العابد
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له,
واشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, واشهد آن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا
وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق
منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن
الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح
لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
فان خير الحديث كتاب الله, و خير الهدي هدي محمد صلى
الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة
في النار)) .
وبعد :
يقول ربنا تعالى: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي
الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}يوسف(111) , أي فكرة وتذكرة وعظة لأصحاب العقول, وهكذا يخبر نبينا
بأخبار من قد سبق { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ} ,قال تعالى: { وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ
وَحْيٌ يُوحى}النجم(3-4) ,وفي الصحيحين والسياق لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي
الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَكَانَ
جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً، فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ
أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي
وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ
الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يَا رَبِّ
أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ، فَلَمَّا كَانَ
مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: أَيْ
رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا
تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ، فَتَذَاكَرَ بَنُو
إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ
بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ:
فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ
يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا
فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ
فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ: مَا
شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ:
أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ،
فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ:
يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى
جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ
صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ،
فَفَعَلُوا.)مسلم2550.
قوله: (لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ)
هذا على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر وقيل هذا مقيد بالمهد لا بالصغر. وذكر النبي
صلى الله عليه وسلم منهم جريجا وأول حديث أبي سلمة عند
أحمد (كان رجل في بني إسرائيل تاجرا وكان ينقص مرة ويزيد أخرى فقال ما في هذه
التجارة خير لألتمسن تجارة هي خير من هذه فبنى صومعة وترهب فيها وكان يقال له جريج)
"دل ذلك على أنه كان بعد عيسى بن مريم وأنه كان من
أتباعه لأنهم الذين ابتدعوا الترهب وحبس النفس في الصوامع والصومعة بفتح المهملة
وسكون الواو هي البناء المرتفع المحدد أعلاه ووزنها فوعلة من صمعت إذا دققت لأنها
دقيقة الرأس"الفتح6/480 , وفي حديث
عمران بن حصين "وكانت أمه تأتيه فتناديه فيشرف عليها فيكلمها" وفي بعض الألفاظ: " فوضعت يدها على حاجبها فقالت يا جريج" وفيه ملاحظة كبر السن وكذا وجوب البر بالوالدين ولو
باليسير, فأنها كانت تكتفي بمحادثته من بعد والنظر إليه, قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا
قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}الإسراء(23-24) , ومما يقع الناس فيه من الخطأ أن الرجل
إذا انشغل بعمله وولده أو كان مسافرا ينقطع عن أمه ويقول ما يفيد دخولي وحديثي
معها وهذا من الخطأ والجفأ ,فينبغي مراعاة ذلك ومن جرب عرف.
فَقَالَ: (يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ
عَلَى صَلَاتِهِ), وفي حديث عمران بن حصين أنها جاءته ثلاث
مرات تناديه في كل مرة ثلاث مرات, ولو كان عالما لآثر أمه كما في حديث حديث يزيد
بن حوشب عن أبيه رفعه لو كان جريج عالما لعلم أن إجابة أمه أولى من صلاته, وكل ذلك
محمول على أنه قاله في نفسه لا أنه نطق به ويحتمل أن يكون نطق به على ظاهره لأن
الكلام كان مباحا عندهم وكذلك كان في صدر الإسلام, حتى نزل قوله تعالى: {وَقُومُوا
لِلَّهِ قَانِتِينَ}البقرة(238) منع الكلام في الصلاة، وتفصيل ذلك ان كانت الصلاة فرضا خفف, وان كانت نفلا وخاف
غضب أمه قطع.
فَقَالَتْ: "اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ
إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ"، والمومسات جمع
مومسة بضم الميم وسكون الواو وكسر الميم بعدها مهملة وهي الزانية وتجمع على مواميس
بالواو ومياميس بالياء, وفيها إشعار على شناعة الزنا عندهم لأنها دعت عليه بالرؤية
لا بالفعل, والحكم عندهم في ذلك القتل كما أمر الملك بذلك ,وينبغي الرفق بالمتبوع
فإن الأم دعت بالرؤية ولم تدع بالفعل, وفيه الحذر من دعوة الوالد فإنها مستجابة عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ
الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ "حسنه الألباني
" فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ" فحسدوه على
ما هو عليه من الانقطاع مع ربه وكانوا قوما أشرارا, والحسد وصفا لهم قال تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}البقرة)109), و"َكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا، فَقَالَتْ:
إِنْ شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ" وفي بعض الطرق أنها ابنة الملك, ففيه من اجتماع دواعي
الشر من الحسن والجاه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ،
يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: وذكر منهم وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ
مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ "البخاري660مسلم1031, وفيه أن بعض الفجرة يستعملون إمكاناتهم في إضرار الناس لاسيما أهل الصلاح
فهذه المرأة استعملت قدراتها لفتنة جريج و الباب مفتوح، تذهب إلى الراعي مباشرة من
غير شيء؛ لكن قد يستجريها الشيطان ويجعلها تتفنن وتريد إضلال الإنسان التقي، يعني:
هناك بعض الفاجرات يمكن أن تتخصص وتوجه جهودها لفتنة الصالحين، فالمسألة عندها
ليست فقط مسألة قضاء وطر وشهوة مع فاجر مثلها وتنتهي القضية وإنما قضية كيد أيضاً.
وفيه ما تتمتع به النساء من عظم الكيد قال تعالى: {
إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}يوسف(28), فإنها مشت معه خطوات الأولى: أرادت أن تفتنه بجمالها فأبرزت له محاسنها
فلم يلتفت إليها, فانتقلت إلى الثانية فزنت في صومعته مع راعي يأوي إليها ولم تذهب
بعيدا, ثم صبرت على حمله وفضيحتها حتى وضعته, فمرت به على الناس فسألوها عن أبيه,
فبهتت جريجا بما ليس فيه, وقالت هو من جريج, مع أن في ذلك حتفها إلا أن الحسد الذي
في قلبها أعمى بصرها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
"فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا" سدا للذرائع
فإن الدفع أهون من الرفع, وعلى الإنسان أن يغض النظر فتنقطع أمامه السبل قال
تعالى: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا
فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}النور(30) ,وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى،
يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ
حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ"البخاري52مسلم1599
, وفيه أن الصادق مع الله لا تضره الفتن بل تتبدل في حقه
كرامات ومنن قال تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ
اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}البقرة(143) ,وقال تعالى
في شأن يوسف عليه الصلاة والسلام: { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ
وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}يوسف(24) .
"فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ" وفيه أن الله يبتلي أوليائه في بعض الأوقات تهذيبا وزيادة لهم في الثواب, ويقدر
لهم مخارج منها وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم { وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}آل عمران(141) ,وقال تعالى:
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}الطلاق(2) .
"فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا
صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ" وفي ذلك أن صاحب الفاحشة ليس له حرمة
ولكنه كان بريئا من ذلك, فلو عثر على من يفعلها فأنه يسب ويضرب ولا حرمة له.
"فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ
بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا
بِهِ" وهنا جواز الدفع عن النفس وأن يبري ساحته
مما نسب إليه من الباطل فسألهم عن فعلهم وطالبهم بالدليل و كان من شرعهم أن المرأة
تصدق فيما تدعيه على الرجال من الوطء ويلحق به الولد وأنه لا ينفعه جحد ذلك إلا
بحجة تدفع قولها.
"فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ" لما في
الصلاة من القرب إلى الله وأنها مخرج من الفتن قال تعالى: { وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}البقرة(45), عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى»حسنه الألباني.
"وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ:
فُلَانٌ الرَّاعِي" وفي ذلك قوة اليقين بالله ولذلك انخرقت العادة ووقعت
الكرامة, وفيه إثبات كرامات الأولياء.
"واستدل بعض المالكية بقول جريج من أبوك يا غلام
بأن من زنى بامرأة فولدت بنتا لا يحل له التزوج بتلك البنت خلافا للشافعية ولابن
الماجشون من المالكية ووجه الدلالة أن جريجا نسب بن الزنا للزاني وصدق الله نسبته
بما خرق له من العادة في نطق المولود بشهادته له بذلك وقوله أبي فلان الراعي فكانت
تلك النسبة صحيحة فيلزم أن يجري بينهما أحكام الأبوة والبنوة خرج التوارث والولاء
بدليل فبقي ما عدا ذلك على حكمه"الفتح6/483
"قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ
يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ
ذَهَبٍ، قَالَ: لَا، أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا" فيه تواضع العابد فقال: أعيدوها من طين كما كانت, فلم
يطالب بتعويضات ولا رد اعتبار ولا اعتذار, وكم نلحظ في مساجدنا اليوم من الزخارف
والنقوش ما لو صرف في بنا مساجد لكفى وزاد وهو من الأمور الملهية في الصلاة ولا
حول ولا قوة إلا بالله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق