جاري تحميل ... صقر الفوايد والشرايد

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

قصص مكتوبة للاطفال..قصة نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام..بقلم: أبي عبدالله فهمي البوري


سلسلة تربية الأبناء بأخلاق الأنبياء
قصص الأنبياء للأطفال
دروس وعبر
قصة صالح عليه الصلاة والسلام
بعث الله صالحا نبيا إلى قومه ثمود. وكانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك. وكان صالح من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا فدعاهم إلى الله تعالى كسائر إخوانه من الأنبياء, وترك ما كانوا عليه من عبادة الأصنام والأوثان, وذكرهم بعاد قبلهم وما حل لهم بسبب كفرهم فقال لهم: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ}الاعراف74، لتعتبروا بما كان من أمرهم، وتعملوا بخلاف عملهم. فلم يكن من قومه إلا أن اعرضوا ولم يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون. فعاد وذكرهم بالنعم التي أسداها الله لهم بقوله: { فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الأرض مفسدين} الاعراف74, وعددها لهم { أتتركون فِيمَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طلعها هضيم }الشعراء146-148 ,أَيْ مُتَرَاكِمٌ كَثِيرٌ حَسَنٌ بَهِيٌّ نَاضِجٌ.
{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأرض وَلَا يصلحون }الشعراء149-152.
وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا: { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، هُوَ أَنْشَأَكُمْ من الأرض واستعمركم فِيهَا}هود61 ,أي هو الذي خلقكم فأنشأكم من الأرض، وجعلكم عمارها، أي أعطاكموها بما فيها من الزروع والثمار، (قالُوا يَا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا)هود62 ,فتكون فينا سيدا قبل دعواك النبوة. وكان يعيب آلهتهم ويشنؤها، وكانوا يرجون رجوعه إلى دينهم، فلما دعاهم إلى الله قالوا: انقطع رجاؤنا منك {أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}هود62 ,فتلطف لهم في العبارة ولان لهم جانبه، {قالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِير}ٍهود6.
وهذا هو فعل الحكيم, فالواجب يا أبنائي أن يلزم الإنسان الطريق ولا يضيع نفسه, بان يجاري القوم على خلاف السنة والمنهج طمعا في استعطافهم ورغبة في إقبالهم, ولكن يدعوهم ويصبر عليهم, ولا يتابعهم في باطل, قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}المائدة105 .
فلما لم تكن لهم حجة سلكوا مسلك من سبق من المجرمين , من تسفيه أنبيائهم صلوات الله وسلامه عليهم { قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}الشعراء153 ,أي أصبت بالسحر فبطل عقلك، لأنك بشر مثلنا فلم تدع الرسالة دوننا. فلم يمنعه قولهم من أن يستمر في دعوتهم ,فقالوا له: {مَا أَنْتَ إِلَّا بشر مثلنَا} فان كنت محقا في دعواك {فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}الشعراء154 ,فأجابهم نبيهم إلى ما سألوه وقال: { قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ، هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}الاعراف73, ولهذا قال تعالى: " إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم " فكانت اختبارا وفتنة لهم وقياما للحجة عليهم أيؤمنون بها أم يكفرون؟ قال تعالى: { إِنَّا مرسلوا النَّاقة فتْنَة لَهُم}{ فارتقبهم} وما يكون من أمرهم { وَاصْطَبِرْ} على أذاهم فانك على الحق المبين ,وسيأتيك الخبر بعد حين. وأخبرهم (أن الماء قسمة بينهم)القمر28 أي بين آل ثمود وبين الناقة، لها يوم ولهم يوم، كما قال تعالى: (لها شرب ولكم شرب يوم معلوم)الشعراء155 ,فكانوا ثمود يحضرون الماء يوم غبها فيشربون، ويحضرون اللبن يوم وردها فيحتلبون. فكانت لهم آية عظيمة ونعمة جسيمة, ولكن القلوب مريضة, فاستهوت الردى على الهدى {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى} فصلت17,فزين لهم الشيطان سوء عملهم { فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ}الاعراف77 , فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ النَّاقَةَ، وَذَكَرَ الَّذِي عَقَرَهَا، فَقَالَ: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا: انْبَعَثَ بِهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ )البخاري4942مسلم2855, وقال: ( يا أبا تراب! ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه (يعني قرن علي) حتى تبتل هذه من الدم - يعني لحيته )السلسلة الصحيحة1743.
وكان عاقر الناقة واحد فلما كان فعله ذلك باتفاق جميعهم، نسب الفعل إليهم كلهم. وكان من جملة التسعة الذين قال الله فيهم {وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ}النمل 48 ,امتلأت قلوبهم بغضا وغيضا لصالح عليه الصلاة والسلام, وكانوا من وجوه الناس وأشرافهم ,إلا أنهم يفسدون ولا يصلحون, فسعوا في بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها، فأجابوهم إلى ذلك وطاوعوهم فيه .
فرصدوا للناقة مخرجها, فلما صدرت من وردها,عمدوا إلى مرادهم (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) بالحض على عقرها,فقام أشقاهم وأشأمهم أحيمرهم فعقرها, قال زهير:
(فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم ) يريد الحرب، فكنى عن ثمود بعاد.
ثم إنهم لم يكتفوا بقتل الناقة , بل ما زال إبليس يغويهم ويزين لهم الباطل فهموا بقتل نبيهم {قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ}النمل 49,  فنباغتة  ليلا على حين غفلة ونقول لرهط صالح الذي له ولاية الدم ما حضرنا، ولا ندري من قتله وقتل أهله. (وإنا لصادقون) في إنكارنا لقتله. {وَمَكَرُوا مَكْراً} بمعاجلة نبيهم بالقتل قبل حلول العذاب بهم, فيشفوا غيضهم ويرووا غليلهم, ممن أراد لهم النجاة, فعجبا لهم, فقال تعالى:  {وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}النمل50 مجازاة لمقصدهم, {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}النمل51 بالصيحة التي أهلكتهم وذلك أن نبيهم حذرهم من أن يمسوها بسوء, فما فاد {فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}هود65, أي تمتعوا بنعم الله عز وجل قبل العذاب. (في داركم) أي في بلدكم،. وقيل: أي يتمتع كل واحد منكم في داره ومسكنه ,بمقدار تلك المهلة وهي الأيام الثلاثة وهي هنا توقيف على الخزي والتعذيب, فمن ينتظر العذاب بعد معاينة آثاره فهو في عذاب.
{ فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}هود 66 ,أي من خزي ذلك اليوم وهو هلاكهم بالصيحة، {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ}هود 67 ,ساقطين على وجوههم، موتى قد لصقوا بالتراب، كالطير إذا جثمت {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها} كأن لم يقيموا في ديارهم أحياء متصرفين متردّدين {أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ}هود 68 , من رحمة الله فليس لهم إلا الهلاك.
فأرجو يا أبنائي أنكم استفدتم من القصة وأخذتم منها العبرة.
والحمد لله.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة صقر الفوايد والشرايد. هى مدونة عربية يمنية مهتمة بمجال العلوم الاسلامية, تقدم شروحات وخطب ومقالات حصرية فى هذا المجال , كما توجد ايضا اقسام متنوعة فى عدد من المجالات الاخرى , وايضا المدونة تجد فى العديد من الشروحات فى مجال تربية الناشئة وايضا نقدم بعض الطرق للسير في هذه الدعوة الى الله على نور وبصيرة من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح , تم انشاء المدونة بداية العام 1441ه