خطبة مكتوبة الطهارة واحكام المياه بقلم ابي عبدالله فهمي البوري
خطبة جمعة
الطهارة واحكام المياه
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا, وسيئات اعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, واشهد ان لا اله الا الله, وحده لا شريك له, واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
((اما بعد :
فان خير الحديث كتاب الله, و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار)) .
وبعد :
ان ديننا يدعونا الى النظافة و النزاهة, قال تعالى في مقام المدح لأهل قباء: (لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين)التوبة48 قال القرطبي: (اثنى الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على من احب الطهارة وآثر النظافة وهي مروءة آدمية ووظيفة شرعية, وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: مرن ازواجكن ان يستطيبوا بالماء فأني أستحييهم, قال حديث صحيح. وثبت ((ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل الماء معه في الاستنجاء ))البخاري150و152 مسلم271 .فكان يستعمل الحجارة تخفيفا والماء تطهيرا)القرطبي5/240
والطهارة لغة: مصدر قولهم طهر الشي طهرا وطهارة وهو مأخوذ من مادة(ط.ه.ر) التي تدل على نقاء وزوال دنس.
واصطلاحا: قال المناوي: هي صفة حكمية توجب ان تصحح للموصوف صحة الصلاة به او فيه او معه. ومعنى به, اي ثيابه وفيه اي المكان, ومعه اي بدنه.
وانواع الطهارة:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: {الطهارة انواع:
حكمها:
واجبة بنص الكتاب والسنة والاجماع, قال تعالى: (يا أيها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين)المائدة6, وقال تعالى: (يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا)النساء43.
ومن السنة ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ)البخاري6554مسلم362, وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( لا تقبل صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول)مسلم224.
قال ابن المنذر: اجمع اهل العلم على ان الصلاة لا تجزئ الا بطهارة اذا وجد المرء اليها السبيل.
فضائلها:
شأن الطهارة في ديننا عظيم, وفضلها وشرفها جسيم, فقد تكاثرت بذلك الادلة من الكتاب والسنة ,فمن تلك الفضائل:
ومما ينبغي على المسلم ان يكون حريصا على طهارة باطنه وظاهره, ولا يكون همه الظاهر ويترك الباطن قال ابو الفتح البستي:
يا خادم الجســم كم تشقـــى لخدمته****اتطلب الربح فيما فيه خسران
اقبل على النفس واستكمل فضائلها****فانت بالنفس لا بالجسم انسان
وقال عثمان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبنا لما اشبعت من كلام الله)اغاثة اللهفان, وقال ابن القيم: (صلى سلمان الفارسي وابو الدرداء في بيت نصرانية , فقال لها ابو الدرداء : هل في بيتكم مكان طاهر فنصلي فيه؟ فقالت: طهرا قلوبكما ثم صليا اين احببتما. فقال له سلمان : خذها من غير فقيه).
ولنعلم ان مراد الفقهاء في الحديث عن الطهارة انما هو عن الطهارة الظاهرة, اي الطهارة الحسية, قال ابن المنذر: واجمعوا انه لا تجوز الطهارة الا بماء مطلق, يقع عليه اسم الماء. قال تعالى : ( وانزلنا من السماء ماء طهورا)الفرقان48.
الخطبة الثانية:
اقسام المياه: ذهب الجمهور الى ان المياه ثلاثة اقسام:
الطهور : وهو الطاهر في نفسه , المطهر لغيره.
الطاهر : وهو الطاهر في نفسه , غير المطهر لغيره.
النجس : وهو الذي ليس بطاهر في نفسه , ولا يطهر غيره.
فالماء الطهور هو الماء المطلق والذي يجوز استعماله في العبادة وفي العادة, كماء المطر, والبحر, والابار, والانهار, والعيون. قال تعالى:( وانزلنا من السماء ماء طهورا ), وقال عن ذلك الماء: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به)الانفال11 . وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ) سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر , ونحمل معنا الماء القليل, فان توضأنا به عطشنا , افنتوضأ, بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) الترمذي,النسائي,ابودوود,ابن ماجة واحمد..صحيح الجامع2877 . وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل: يا رسول الله اتتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماء طهور لا ينجسه شيء )الترمذي,النسائي,ابودوود,احمد, وصححه الالباني.
فعلى هذا يتحصل الماء الطهور من الصور الاتية:
وكذا ماء زمزم, والذائب من الجليد, والماء المسخن.
قال محمد البشار:
وكل ماء نازل مــن السما****او نابـــع من ارض او جار نما
باق على اوصافه او غيرا****من ارضه او ما عليه قد جرى
او مكثه فمطلــق طهـــور****يصح منه الشرب والتطهــــير
واما الطاهر, فيجوز استعماله في العادة ولا يجوز في العبادة, وهو ما اختلط بطاهر فغير اوصافه, ومن صوره:
قال البشار:
وان يكـــن مغـــيرا بطاهر****ينفــــك عنه غالبا كالسكـــــر
فطاهر مستعمل في العادة****من طبخ او عجن خلا العبادة
وأما الماء النجس فلا يجوز استعماله في العادة ولا العبادة ,وهو ما تغيرت احد اوصافه الثلاثة – لون, او طعم او ريح - او اكثر بنجاسة تحدث فيه, قال ابن المنذر: (واجمعوا على ان الماء القليل و الكثير اذا وقعت فيه نجاسة فغيرت للماء طعما او لونا او ريحا: انه نجس مادام كذلك ) , وقال ايضا: (واجمعوا على ان الماء الكثير من النيل والبحر ونحو ذلك اذا وقعت فيه نجاسة فلم تغير له لونا ولا طعما ولا ريحا انه بحاله ويتطهر منه ).
فتحصل من كلامه صور منها:
واما الماء القليل اذا خالطته النجاسة فلم تؤثر فيه فلأهل العلم فيه اقوال , الراجح منها انه ليس بنجس بل هو طهور. قال النووي : (حكوه عن ابن عباس , وابن المسيب, والحسن البصري , وعكرمه , وسعيد ابن جبير .....وهو مذهب مالك والاوزاعي وسفيان الثوري وداوود ....)شرح المهذب1/113 .
قال البشار:
وان اشيـــــــب لونه او طعمــــه****او ريحه بالنجس نجس حكمه
وكره ما استعمل في رفع الحدث****كما قليـــــل لم يغيـــره الخبث
معناه كراهة الماء المستعمل من قبل غيره وذلك بما تقاطر من الاعضاء او اتصل به او الماء القليل اذا حلته نجاسة ولم تغيره مع وجود غيره.
والحمد لله.
الطهارة واحكام المياه
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا, وسيئات اعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, واشهد ان لا اله الا الله, وحده لا شريك له, واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
((اما بعد :
فان خير الحديث كتاب الله, و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار)) .
وبعد :
ان ديننا يدعونا الى النظافة و النزاهة, قال تعالى في مقام المدح لأهل قباء: (لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين)التوبة48 قال القرطبي: (اثنى الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على من احب الطهارة وآثر النظافة وهي مروءة آدمية ووظيفة شرعية, وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: مرن ازواجكن ان يستطيبوا بالماء فأني أستحييهم, قال حديث صحيح. وثبت ((ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحمل الماء معه في الاستنجاء ))البخاري150و152 مسلم271 .فكان يستعمل الحجارة تخفيفا والماء تطهيرا)القرطبي5/240
والطهارة لغة: مصدر قولهم طهر الشي طهرا وطهارة وهو مأخوذ من مادة(ط.ه.ر) التي تدل على نقاء وزوال دنس.
واصطلاحا: قال المناوي: هي صفة حكمية توجب ان تصحح للموصوف صحة الصلاة به او فيه او معه. ومعنى به, اي ثيابه وفيه اي المكان, ومعه اي بدنه.
وانواع الطهارة:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: {الطهارة انواع:
- منها الطهارة من الكفر والفسوق , كما يراد بالنجاسة ضد ذلك كقوله تعالى: (انما المشركون نجس)التوبة28.
- ومنها الطهارة من الحدث وضد هذه نجاسة الحدث.
- ومنها الطهارة من الاعيان الخبيثة التي هي نجسة)}مجموعة الفتاوى21/67,68 .
حكمها:
واجبة بنص الكتاب والسنة والاجماع, قال تعالى: (يا أيها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين)المائدة6, وقال تعالى: (يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا)النساء43.
ومن السنة ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ)البخاري6554مسلم362, وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( لا تقبل صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول)مسلم224.
قال ابن المنذر: اجمع اهل العلم على ان الصلاة لا تجزئ الا بطهارة اذا وجد المرء اليها السبيل.
فضائلها:
شأن الطهارة في ديننا عظيم, وفضلها وشرفها جسيم, فقد تكاثرت بذلك الادلة من الكتاب والسنة ,فمن تلك الفضائل:
- محبة الله, قال تعالى: (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
- عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الايمان).
- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام, فاني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة) قال ما عملت عملا ارجى عندي اني لم اتطهر طهورا في ساعة ليل او نهار الا صليت بذلك الطهور ما كتب لي ان اصلي)البخاري1149مسلم2458.
- عن علي رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مفتاح الصلاة الطهور...)سنن الترمذي3.
- عن عمرو ابن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يبيت على طهر ثم يتعار من الليل فيذكر الله ويسأل الله خيرا من خير الدنيا والاخرة الا اتاه الله اياه)رواه احمد والطبراني ف الكبير والاوسط واسناده حسن.
- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله , كانت خطوتاه احداهما تحط خطيئة والاخرى ترفع درجة)مسلم666.
ومما ينبغي على المسلم ان يكون حريصا على طهارة باطنه وظاهره, ولا يكون همه الظاهر ويترك الباطن قال ابو الفتح البستي:
يا خادم الجســم كم تشقـــى لخدمته****اتطلب الربح فيما فيه خسران
اقبل على النفس واستكمل فضائلها****فانت بالنفس لا بالجسم انسان
وقال عثمان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبنا لما اشبعت من كلام الله)اغاثة اللهفان, وقال ابن القيم: (صلى سلمان الفارسي وابو الدرداء في بيت نصرانية , فقال لها ابو الدرداء : هل في بيتكم مكان طاهر فنصلي فيه؟ فقالت: طهرا قلوبكما ثم صليا اين احببتما. فقال له سلمان : خذها من غير فقيه).
ولنعلم ان مراد الفقهاء في الحديث عن الطهارة انما هو عن الطهارة الظاهرة, اي الطهارة الحسية, قال ابن المنذر: واجمعوا انه لا تجوز الطهارة الا بماء مطلق, يقع عليه اسم الماء. قال تعالى : ( وانزلنا من السماء ماء طهورا)الفرقان48.
الخطبة الثانية:
اقسام المياه: ذهب الجمهور الى ان المياه ثلاثة اقسام:
الطهور : وهو الطاهر في نفسه , المطهر لغيره.
الطاهر : وهو الطاهر في نفسه , غير المطهر لغيره.
النجس : وهو الذي ليس بطاهر في نفسه , ولا يطهر غيره.
فالماء الطهور هو الماء المطلق والذي يجوز استعماله في العبادة وفي العادة, كماء المطر, والبحر, والابار, والانهار, والعيون. قال تعالى:( وانزلنا من السماء ماء طهورا ), وقال عن ذلك الماء: (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به)الانفال11 . وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ) سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر , ونحمل معنا الماء القليل, فان توضأنا به عطشنا , افنتوضأ, بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) الترمذي,النسائي,ابودوود,ابن ماجة واحمد..صحيح الجامع2877 . وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل: يا رسول الله اتتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماء طهور لا ينجسه شيء )الترمذي,النسائي,ابودوود,احمد, وصححه الالباني.
فعلى هذا يتحصل الماء الطهور من الصور الاتية:
- ما أضيف الى محله ومقره, كماء النهر والابار .
- ما يشق صون الماء عنه, كالطحالب واوراق الشجر.
- ما يتغير به الماء من الطاهرات بمجاورته من غير مخالطة.
وكذا ماء زمزم, والذائب من الجليد, والماء المسخن.
قال محمد البشار:
وكل ماء نازل مــن السما****او نابـــع من ارض او جار نما
باق على اوصافه او غيرا****من ارضه او ما عليه قد جرى
او مكثه فمطلــق طهـــور****يصح منه الشرب والتطهــــير
واما الطاهر, فيجوز استعماله في العادة ولا يجوز في العبادة, وهو ما اختلط بطاهر فغير اوصافه, ومن صوره:
- ما اعتصر من الطاهرات.
- ما خالطه طاهر فغير اسمه وغالب اجزائه كالحبر والصمغ.
- ما طبخ فيه طاهر كالشاي والباقلاء.
قال البشار:
وان يكـــن مغـــيرا بطاهر****ينفــــك عنه غالبا كالسكـــــر
فطاهر مستعمل في العادة****من طبخ او عجن خلا العبادة
وأما الماء النجس فلا يجوز استعماله في العادة ولا العبادة ,وهو ما تغيرت احد اوصافه الثلاثة – لون, او طعم او ريح - او اكثر بنجاسة تحدث فيه, قال ابن المنذر: (واجمعوا على ان الماء القليل و الكثير اذا وقعت فيه نجاسة فغيرت للماء طعما او لونا او ريحا: انه نجس مادام كذلك ) , وقال ايضا: (واجمعوا على ان الماء الكثير من النيل والبحر ونحو ذلك اذا وقعت فيه نجاسة فلم تغير له لونا ولا طعما ولا ريحا انه بحاله ويتطهر منه ).
فتحصل من كلامه صور منها:
- الماء القليل ينجس بملاقاته النجاسة اذا اثرت في اوصافه .
- الماء الكثير ينجس بملاقاته النجاسة اذا اثرت في اوصافه .
- الماء الكثير لا ينجس بملاقاته النجاسة اذا لم تؤثر في اوصافه .
واما الماء القليل اذا خالطته النجاسة فلم تؤثر فيه فلأهل العلم فيه اقوال , الراجح منها انه ليس بنجس بل هو طهور. قال النووي : (حكوه عن ابن عباس , وابن المسيب, والحسن البصري , وعكرمه , وسعيد ابن جبير .....وهو مذهب مالك والاوزاعي وسفيان الثوري وداوود ....)شرح المهذب1/113 .
قال البشار:
وان اشيـــــــب لونه او طعمــــه****او ريحه بالنجس نجس حكمه
وكره ما استعمل في رفع الحدث****كما قليـــــل لم يغيـــره الخبث
معناه كراهة الماء المستعمل من قبل غيره وذلك بما تقاطر من الاعضاء او اتصل به او الماء القليل اذا حلته نجاسة ولم تغيره مع وجود غيره.
والحمد لله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق